وبعد عام...
فقد كنا معا البارحة نصلى، نضحك، نتشارك وأيضا نتألم فكيف الآن أصلي بمفردى وأضحك بمفردى وآكل بمفردى وأيضا أتألم بمفردى.
لا استطيع أن انكر وجودك رغم عدم وجودك ولكننى كعادتى أطمع فى المزيد أطمع في حضورك أطمع فى ملامستك.
مثل هذه الأيام العام الماضى كانت أحلى وأصعب أيام حياتي، هل تتذكر كم من قبلة أعطيتنى وكم من حضن أخذت منك غالبا ما كنت تشعر فأعطيتنى كل ما تستطيع حتى يبقى معى مخزون عمرى.
أتذكر جيدا عمق الابتسامات التى تبادلناها فى هذه الأيام فكلانا كان يعلم كم يتألم الآخر ومع ذلك كنا شديدى الحرص على ألا يفقد أحدنا الرجاء، الرجاء فى اللقاء.
قد تعلمت أشياءا كثيرا منذ رحلت عنى ولكننى حتى الآن لم أتعلم كيف لا احتاج اليك كيف لا ارتمى فى حضنك وقتما أشاء كيف لا أراك حينما أتوق أن ألقاك وغالبا لا ولن أتعلم فهذه الأشياء لا يستطيع المرء تعلمها.
ولكننى أتعزى جدا حينما أتذكر كم أنك فى راحة الآن، حينما أشعر كم تشعر بالفرح في عالمك الجديد، حينما أرى أنك مازلت تعيش بداخلى، حينما أرى كم أثرت بي وبكثير من من حولى.
فى عيد رحيلك أقدم لك صلاتى التى أعرف كم تقدرها وأعرف أيضا كم تعطيك من الفرح.
فى عيد رحيلك أقدم لك تخرجى من الجامعة الذى كم وددت أن تكون بقربي أثنائه.
فى عيد رحيلك أقدم لك الحزن الممزوج بالفرح اللذان يقتسمان فى صدرى.
فى عيد رحيلك أقدم لك باقة من الزهور فقط لتقول أحبك وأحبك وسأظل أحبك حتى الموت ولن يفصلنى عنك شىء… حتى الموت.
بالفعل يا جدى أريد أن أقول لك أنه لولا صلواتك من أجلى ولولا وجود وحضور الله فى حياتي بهذه القوة فى هذا العام لانتحرت منذ زمن بعيد وتركت كل شىء حتى حبك. لكنه لم يتركنى قط بل زودنى دائما بالقوة والعزاء فكنت أحلم بك وأراك متى يكون السواد يغيم على كل شىء، كنت أتذكرك جيدا وأسمع صوتك وكأنه فى أذنى أرى وجهك أمامى وكل هذا كان دائما ما يشجعنى ويشعرنى بالفرح الشديد.
خبرة الموت هى خبرة فريدة جدا بقدر ما تحمل من ألم تحمل أيضا فرح وعزاء واختبار عميق يتجدد كل يوم .
أحبك يا جدى أحبك أمس واليوم وإلى الأبد وأشعر بقربك وبصلاتك وبحبك…..
وبالفعل يبقى عزائى الوحيد أنك تعيش هنا بداخلى وبداخل الكثير من القلوب التى تركت فيها بصمات حبك.